نرحب بك ضيفتنا شذى ونتمنى أن نقضي سوياً وقت وحوارًا جميلًا مثل روحك وأعمالك. بداية شذى عرفينا بنفسك وكيف اكتشفت مواهبك العديدة واستطعتِ تطويرها لاحقًا؟
مرحبًا جميعًا اسمي شذا أو كما يعرفني البعض بـ (Craftrlife) ربة منزل وأم لثلاثة أطفال. خريجة كلية اللغات والترجمة . بعد تخرجي من الجامعة قررت أن اتقاعد من العمل مبكرا واستمتع بحياة المتقاعدين في عمر العشرينات. درست سنيني الأولى في الخارج بحكم ابتعاث الوالد وهناك اكتشفت ميولي الفنية وعززها ميول والدتي الفنية والتي كانت تحب الرسم والخياطة والزراعة وفنون الطبخ. كما ساعدني وقتها وجود العديد من متاجر الأدوات الفنية وتوفرها على التوسع والتعرف على امكانيات متعددة جميلة .كنت مغرمة بمتابعة برامج الأعمال الفنية على التلفاز واسجلها على أشرطة الفيديو لأطبقها.
بعد العودة للسعودية استمريت بأعمالي الفنية التي لم تتطور كثيرا لمحدودية مجالات ومصادر تعزيزها والتي انحصرت في حصص الفنية وحصص النشاط. ورغم انني تعرفت على فنون كثيرة جديدة مثل الرسم على خامات مختلفة وصناعة الخزف والنحت وغيرها الا ان شح الخامات المميزة والمختلفة لم تساعدني على اخراج ابداعاتي بشكل يرضيني ويشبع حسي الفني. ورغم الشح في الخامات ومحدوديتها إلا ان اعمالي كانت مثار اعجاب وتحفيز و إشادة ممن حولي سواء على مستوى العائلة أو المدرسة، وكان لي موقع محفوظ دوما في المعارض المدرسية.
بدأ ميولي الفني يتنامى ويزيد وكان اكبر من ان ينحصر في بيئة المدرسة المحدودة لذلك بدأت أمارس ما استطيع في المنزل من رسم وإعادة تدوير ومحاولة خلق أفكار جديدة من الخامات المتوفرة. وكنت احرص على توصية والدي بإحضار أدوات فنية جديدة في كل مرة يسافر فيها للخارج. جربت الالوان بتقنية النفث والصلصال الحراري واداة تحويل الأوراق لملصقات والاختام وحتى قوالب القص البسيطة. بدأت ابحث عن أفكار ومصادر تثريني اكثر، فكنت أتابع المجلات وابحث فيها عن فقرات تعليم الرسم للصغار لكنها كانت بسيطه ومحصورة في شخصيات معينه. صرت ابحث عن كتب لتعليم الرسم واساسياته في المكتبات واشتريت بعض منها مثل موسوعتي الأولى الأشغال اليدوية من كتاب الفراشة اصدار مكتبة لبنان ناشرون . كانت أغلب أعمالي محصورة في الرسم وأعمال اعادة التدوير .
- كم كان عمرك عندما قمتي بعمل أول عمل فني واكتشفت من خلاله موهبتك؟
بدأت بالأعمال الفنية مبكرا من عمر الروضة وربما اتضح ميولي اكثر في المرحلة الابتدائية وتحديدا في عمر ٨ سنوات. كان أكثر تركيزي على التلوين والرسم وبدأت تظهر مهاراتي وسرعة تطوري واتقاني.
- هل لديك صورة أول عمل فني قمتِ به حتى تشاركينا صورته؟
اول عمل فني أتذكره كان صندوق حولته لعلبة مزخرفة بالورق وعمري ٧ سنوات وللأسف ليس عندي صورة له ولكن سأشارككم أقدم عمل فني لازلت احتفظ به دفتر تلوين من المرحلة الابتدائية.
- أي الأعمال اليدوية الفنية أقرب إلى شذى وتحبين أن تمارسيه بشكل دائم؟
في الحقيقة الإجابة على هذا السؤال صعب. كمن يسألك ما الاهم عندك الماء أو الهواء . قد يكون الرسم له رغبة اكبر لدي بحكم الأقدمية ، لكني اتوق لكل نوع من الفنون بنفس الدرجة والشغف. كما أن سهولة وسرعة إنتاج مشروع في فنه دون آخر يرجع لسهولة استخدام الأدوات وقلة خطوات العمل .
- كيف قمتِ بتنظيم وقتك ومهامك الأخرى مع الفنون للتعلم وتطوير نفسك فيها؟
هناك مقولة تقول اذا لم تصنع له وقتا فلن تجد له وقتا .الانغماس في مهام ومسؤوليات الحياة سيأكل كل وقتك ان لم تتخذ خطوة جادة حيال ذلك. حياتي كزوجة ومسؤولياتي كأم والتزاماتي الاجتماعية كلها بدأت تستحوذ على الشطر الأكبر من وقتي وحياتي. وبدا يتقلص الوقت الخاص لنفسي حتى كاد أن يتلاشى وكانت ممارسة أي نوع من الفنون أشبه بالحلم والامنيات إلى أن قررت اني بحاجة لوقفة جادة لان نفسي لن تسير بدون وقود وتتوقف في محطة ما. كنت بحاجة لشيء يعيد إلى توازني ويشحن طاقتي من جديد. بدأت اخلق لنفسي وقتا فانا احب ان انعزل بعض الوقت لوحدي ثم تحول وقتي الخاص إلى طقوس أخرى من ضمنها الأعمال الفنية ووجدت اني أفضل حالا وأكثر انشراحا واعلى همة وكأنها محطة شحن لي. وقتي الخاص كان يتنقل كل يوم بين الفن تارة والزراعة تارة والقراءة تارة أخرى. ووجدت أن الالتزام بأهداف أسبوعية ساعدني على الالتزام أكثر. كما أن وجود حساب لي على الانستقرام ابقاني متحفزة ومتشوقة لإنجاز عمل أو مشروع جديد لمشاركته اصدقاء الهواية.
- كيف كانت تجربة التدوين ونقل خبراتك في مجال الفنون من خلال التدوين؟
أنشأت أول مدونة لي عام ٢٠٠٦ وكانت مدونة فنية ومباشرة بدأت بكتابة وتنسيق المواضيع والصور. و لأني أعاني من المثالية ومعاييري العالية لم ترقى المدونة لذائقتي تصميما فقررت حذفها والبدء من جديد. أنشأت بعدها ٣ مدونات اخرها مدونتي الحالية والتي لازلت غير مقتنعة وراضية تماما عنها لكني قررت الاستمرار ،والتعلم والتطوير سيأتي تباعا.
أنتقلت بعدها إلى عالم الانستقرام والذي ناسبني كثيرًا في مسألة التدوين فهو سهل وسريع ولا يحتاج إلى تنسيق وتعديلات كثيرة ومعدل التفاعل فيه عالي ومحمس ولحظي على عكس المدونة.
وجدت أن مبادلة وعرض المشاريع الفنية ممتع و محفز ويعرفك على اصدقاء الهواية الذين يشاركونك نفس الاهتمامات والشغف وهذا بحد ذاته متعة أخرى.
- هل كان للأجندة وجداول تنظيم المهام دور في تنظيم وقتك وأعمالك؟
بالتأكيد فلولا الله ثم الخطط لما استطعت الإنجاز والتقدم. وفاعلية الجداول والمفكرات في رفع مستوى الإنجاز كبيرة ولله الحمد ولا اتخيل ان تسير حياتي بدونها. فهي تجعل اهدافك حاضرة في ذهنك على الدوام وترتب افكارك وترفع مستوى تركيزك.
- قبل فترة سألتي متابعينك على إنستجرام سؤال مهم وهو: أي نوع من الفنانين أنت؟ فما هو ردك على هذا السؤال لو وجه لك؟
السؤال الذي طرحته كان عنوانا لأحد اختبارات التحليل الشخصية والتي صنفتني من الشخصيات المبتكرة . ولو أردت أن أصنف نفسي فأنا احب ان اجرب الأفكار التقليدية بأساليب جديدة . أحب تجربة الإمكانيات الجديدة. وان استخدم ادواتي بغير الطريقة التي صنعت لأجلها. الفنان الذي تبهره الأفكار الجديدة و الإبداعية وتستثير كل حواسه. الفنان الذي يستهويه الجمال ويبحث عنه في كل ما حوله.
- هل لك أي مشاركات في معارض أو مناسبات بأعمال الفنية؟ وكيف كانت تجربة المشاركة.
للأسف لم يسبق لي المشاركة في غير معارض المدرسة. وان كان لي تجربة في عمل الديكورات والاعمال الفنية والالعاب لبعض مراكز الفتيات وتنسيق الحفلات للأسرة. وبالتأكيد كانت جميلة لكونها اكبر وأكثر توسعا من أعمالي الشخصية التي أعملها مفردة . أيضا كان لي مشاركة تجارية لعرض بعض أعمالي في مدينة الفن والتي كانت تجربة جديدة ومحمسة.
- هل لنا بصور لأحب الأعمال اليدوية التي عملتي على صنعها؟
أكثر الأعمال التي أحبها هي تلك التي كانت نقلة في مستوى تطوري.
- وأخيرًا ما هو مصدر إلهام شذى الذي يساعدها في كل مرة على إيجاد أفكار جديدة؟
موقع بينتريست هو مصدر الإلهام الأول بالإضافة إلى البيئة من حولي، المنتجات والأفكار الجديدة وفي أحيان كثيرة الأدوات والخامات تؤدي إلى أفكار جديدة.
نشكر لك شذى قبول الاستضافة والاجابة على أسئلتنا ونتمنى لك دوام الابداع والنجاح
يمكنكم متابعة شذا من خلال حسابها في الإنستجرام: craftrlife